سورة النحل - تفسير تفسير التستري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ} [90] قال: العدل قول لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه، والاقتداء بسنة نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم، {وَالْإِحْسانِ} [90] أن يحسن بعضكم إلى بعض، {وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى} [90] أي من رزقه اللّه فضلا فليعط من استرعاه اللّه أمره من أقاربه، {والْفَحْشاءِ} [90] الكذب والغيبة والبهتان، وما كان من الأقوال، {وَالْمُنْكَرِ} [90] ارتكاب المعاصي، وما كان من الأفعال، {يَعِظُكُمْ} [90] يؤدبكم بألطف أدب، وينبهكم بأحسن الانتباه، {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [90] أي تتعظون وتنتهون. قال سهل: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.


{مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (97)}
قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً} [97] قال: الحياة هي أن ينزع من العبد تدبيره، ويرد إلى تدبير الحق فيه.


{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)}
قوله: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا} [110] قال سهل: هاجروا يعني هجروا قرناء السوء بعد أن ظهرت الفتنة منهم في صحبتهم، ثم جاهدوا أنفسهم على ملازمة أهل الخير، ثم صبروا على ذلك، ولم يرجعوا إلى ما كانوا عليه في بدء الأحوال. وقد سأل رجل سهلا فقال: إن معي مالا، ولي قوة وأريد الجهاد، فما تأمرني؟
فقال له سهل: المال العلم، والقوة النية، والجهاد مجاهدة النفس، لا يقبل العافية فيما حرم اللّه تعالى إلا نبي أو صديق، فقيل لأبي عثمان: ما معنى قوله: «إلا نبي أو صديق»؟ فقال: لا يدخل في شيء لا تقوم له.

1 | 2 | 3 | 4 | 5